الدعوة الى الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر
--------------------------------------------------------------------------------
الدعوة إلى الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر
ومن دواعي الإيمان وأسبابه الدعوة إلى الله وإلى دينه، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالمؤلف -رحمه الله- يعدد الأسباب والدواعي التي تمد الإيمان وتزيده، سبق أن عدد أسباب ودواعي بدأها بتدبر القرآن، تدبر الآيات القرآنية، ثم تدبر الآيات الكونية، ثم تدبر الأحاديث النبوية، وعدد أسبابا ودواعي ثم قال: ومن الأسباب والدواعي الدعوة إلى الله -عز وجل-، والصبر على الأذى فيه والتحمل، وهذه هي طريقة الرسل وأتباعهم: الدعوة إلى الله هي سبيل الرسل وأتباعهم، هذه من أقوى الأسباب التي تمد الإيمان، وهي من الأسباب العظيمة التي قام بها أنبياء الله ورسله، وهم أكمل الناس إيمانا، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الدعوة إلى الله وإلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة من الأسباب العظيمة والدواعي لزيادة الإيمان وتنميته وتقويته، قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقال –سبحانه-: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
فالداعية مقتد ومتأس بالأنبياء والرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام-، وأفضلهم وأعظمهم نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله عليه وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهو كما قال عنه ربه -سبحانه وتعالى-: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي فالداعية متأس بالرسل مقتد بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه ساع في إصلاح الناس وإيصال الخير إليهم، ودعوتهم إلى سبيل النجاة والسعادة، فليغتبط الداعية الموفق بهذا الخلق العظيم، وبهذه المهنة العظيمة، والمقام الذي شرفه الله به، ولكن لا بد للداعية من علم، لا بد للداعية من علم يميز به بين الحق والباطل؛ حتى يعلم أن هذا الأمر الذي يأمر به من الحق ومن الدين، ويعلم أن هذا الشيء الذي ينهى عنه من الباطل ومن الإثم، أو من العدوان، لا بد من هذا.
ولا بد أن يعلم حال المدعوين؛ حتى يوقع دعوته مناسبة لحال المدعوين؛ ولهذا لما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذا إلى اليمن أعلمه بحال المدعوين، قال له -عليه الصلاة والسلام- لما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذا إلى اليمن داعيا ومعلما ومرشدا، قال: إنك تأتي قوما أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله يعني: استعد لمناظرتهم ومجادلتهم، إنهم أهل علم، أخبره بحالهم حتى يوقع الدعوة مناسبة لحال المدعوين، قال: إنك تأتي قوما أهل كتاب، عندهم علم، عندهم جدل، ليسوا جهالا، استعد لمجادلتهم ومناظرتهم.
ولا بد أيضا من حلم يتخلق به الداعية في حال الدعوة؛ حتى لا يعجل، وحتى لا يتصف بالطيش والعجلة، ولا بد للداعية من صبر وتحمل على الأذى بعد الدعوة، فالداعية يشترط فيه شرط قبل الدعوة، وشرط في حال الدعوة، وشرط بعد الدعوة، فقبل الدعوة قبل أن يدعوهم يشترط فيه أن يكون عالما بما يدعو إليه، عالما بحال المدعوين، عالما بما يدعو إليه، هل هو من المعروف أو من المنكر؟ عالما بحال المدعوين حتى تكون دعوته مناسبة لحالهم، ويشترط في الداعية أيضا شرط في حال الدعوة: وهو الحلم الذي يتصف به في حال دعوته المدعوين، في حال الدعوة.
ولا بد من شرط بعد الدعوة: وهو الصبر والتحمل؛ لأنه إذا لم يصبر انقطع، والداعية العامل بعلمه الصابر على الأذى من الرابحين الذين سلموا من الخسران، وقد أقسم ربنا -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم أن جنس الإنسان في خسارة، إلا من اتصف بالإيمان المبني على العلم، ثم عمل بعلمه، ثم دعا إلى الله وتواصى مع إخوانه على الحق، وصبر على الأذى وتواصى بالصبر، فقال –سبحانه-: بسم الله الرحمن الرحيم وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ فهذه صفة الرابحين، من استكملها وكملها كمل ربحه، ومن ضيعها كمل خسرانه، ومن فاته شيء منها وانتقص شيء منها فاته من الربح بقدر ما فاته منها، نعم. اخواني الاعزاء فنحن بذلك مقربون من الملك الجبار وبغيرها بعيدون كل البعد عن دائرة الخالق فعلينا اخواني ان نسعى الى امتلاك الجنه لانها هبة من الله لنا نحن المسلمون والدعاة الى دينه لا للاخرين الذين يعملون لغير دين الله ويدعون له ولافكاره ويريدون ان يجعلوا مع من يدعوا ويضحي لدينه فتلك امنيه الجهلاء الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا وشكرا للمرور مسبقا؟؟؟؟؟