هكذا علمتني الحياة
علمتنى الحياة فى ظل العقيدة انه لا خير ولا أجمل من كلمة طيبة ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبه أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بأذن ربها، فالمؤمن الحق كالشجرة الطيبة كلما رجمت بالحجارة اسقطت ثمرا طيبا ، فلا أفضل من دفع السيئة بالحسنة انها آثره القلوب والأرواح " ادفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك و بينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم
فاذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من ايجابته السكوت فان كلمته فرجت عنه و ان خليته كمدا يموت
و لو لم تكن نفسى عزيزة لمكنتها من كل نذل تحاربه
أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم لطالما ملك الأنسان احسانه
*علمتنى الحياة ان الإجتماع والألفة بين المؤمنين قوة والتفرق ضعف فإن الأنسان قليل بنفسه كثير بأخوانه و ما المرء الا بأخوانه كما تقبض الكف بالمعصم و من أقوال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : " ما أعطى عبد بعد الأسلام خير من أخ يذكره بالله فان رأى أحدكم من أخيه ود فاليتمسك به تمسك البخيل بماله"
فلو كبرت فى جموع الصين مأذنه لسمعت فى الغرب تهليل المصلين
*علمتنى الحياة الا نضيع فرصة فى طاعة فان لكل متحرك سكون ولكل أقبال ادبارا فاغتم اليوم ينفعك غدا
*علمتنى الحياة الا أعيب أحد ما استطعت لذلك سبيلا وان اشتغل بأصلاح عيوبى فمن ذا الذى ما ساء قط و من له الحسنى فقط ، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بعيب أحد و لا تتبع عسرات أحد فمن طلب أخ بلا عيب صار بلا أخ
* علمتنى الحياة ان الصاحب ساحب والقرين بالقرين والخليل على دين خليله" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين"
فانت فى الناس تقاس بالذى أخترت خليلا فصاحب الأخيار تعلو وتنل ذكرا جميلا
*علمتنى الحياة ان أعمل ما أقول ما استطعت سبيلا فلا تنهى عن خلق و تأتى مثله عار عليك اذا فعلت عظيم
*علمتنى الحياة ان إرضاء الناس غاية لا تدرك فلنرضي الله و كفى ، فمن رضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس ومن رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
*علمتنى الحياة ان أحب الحق وفلانا ما أجتمعا فان أفترقا كان الحق أحب من فلانا و نفسى و أهلى و الناس أجمعين
*علمتنى الحياة الا نفرح فى صفوفنا بالهازلين المضيعين لأوقاتهم المفرطين فى المزاح ، نريد من يأخذ الحياه بجد فلا مكان للكسالى التنابل ، نريد من يشق طريقة معتمدا على الله بعيد عن التفكير الهامشى، نريد شبابا مخلصا حرا أمينا و علمه الكرامه كيف تينى فيأبى أن يزل او يهون
*علمتنى الحياة ان النفس البشرية كالطفل اذا أدبتها و هذبتها صلحت واستقامت و ان أهملتها و تركتها خابت وخسرت فاذا لم تقيد النفس وازع دينى تنقاد الى السقوط و الهلاك و أصلاح النفس بالمجاهدة وأعظمها مجاهدة النيات فانما الأعمال بالنيات و لكل امرء ما نوى
يقول أحد الصالحين " ما عالجت شىء أشد على من نيتى يا نفس أخلصى تتخلصى أخلاص ساعه نجاه أبد ، طوبى لمن صحت له خطوه يراد بها وجه الله تعالى
علمتنى الحياة ان كثير من النساء محاضن لتربية الأجيال فان بصلاحهن يصلح الجيل و بفسادهن يفسد الجيل ، و الأمثله كثيره فهناك نساء النبى (صلى الله عليه وسلم) و الصحابيات فلو النساء مثلهن لفضلت النساء على الرجال وما التأنيث لاسم الشمس عيبا وما التذكير فخر للهلال
*علمتنى الحياة ان الدهر دول والأيام لا تدوم على حال فالدنيا خداعة اذا حلت أوحلت واذا كست أوكست و كم من ملك رفع له علامات فلما علا مات فاذا نثر الضياء عليك نجم و أشرق فارتقب يوم الأفول فيوم علينا ويوما لنا فلنعمل لنفسنا صالحا[right]