جدير بأولياء الأمور والأساتذة والمربين أن يعنوا أيما عناية بأمر الصلاة، فالنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب – عز وجل-: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمَّلُ بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك" [رواه النسائي(465) وابن ماجة (1425) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-]
ومن هنا فقد حثَّ النبي – صلى الله عليه وسلم- على أداء الصلاة للصبيان في قوله: "مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها" [رواه أبو داود(494) من حديث سبرة بن معبد –رضي الله عنه-]، وقوله عليه الصلاة والسلام: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع" [رواه أبو داود(495) من حديث ابن عمرو –رضي الله عنهما-].
فحري بالأبوين أن يأمرا أولادهم بالصلاة منذ السابعة، والحكمة في أمر الأطفال بالصلاة في هذا السن الصغير كي يستأنسوا بها، ويعتادوها، فيسهل عليهم إقامتها إذا كبروا، ولنتصور حث الوالدين في كل يوم خمس مرات، لمدة ثلاث سنوات، لوجدنا أكثر من خمسة آلاف مرة، يحث فيها الأبناء على الصلاة، ولا شك أن ذلك خير عون على أداء الصلاة، ومما ينبه عليه في هذا المقام، التأكيد على الأب بمرافقة ابنه معه إلى المسجد، وتشجيعه دوماً، وقل مثل ذلك بالنسبة للأم بمتابعة صلاة ابنتها في البيت، وبهذا فمن اعتاد الصلاة، ونشأ عليها لم يكد يتركها – إن شاء الله- فيما بعد، وكما عبَّر الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيات منَّا *** على ما كان عوَّده أبوه.
وإذا بلغ الأولاد العاشرة وقصروا في الصلاة فيضربون حتى ينزجروا، ولا يكون بالضرب الشديد، إنما ضرباً غير مبرح، وأن يُتقى الوجه في الضرب، فلا يضرب الصبي بعصا غليظة تكسر العظم، ولا رقيقة تؤلم الجسم، بل تكون وسطًا، مع ملاحظة أن المقصود من الضرب هو تأديبهم وتوجيههم إلى الحق وأداء الصلاة، مع اتخاذ وسائل الترغيب والتحبيب دومًًا.
ونشيرُ إلى أنه ربما كان التقصير في أداء الصلاة بالنسبة للصغار، نتيجة الإهمال من قبل الوالدين في أداء الصلاة والتوجيه والمتابعة لأبنائهما، يقول ابن القيم – رحمه الله-: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارًا".
وأما عن الصلاة بلا وضوء، فيجدر تنبيه الصغار على أهمية الطهارة، والوضوء وترغيبهم في ذلك، وتحذيرهم من الصلاة بلا طهارة البتة، وعدم قبول الصلاة، ولا سيما إخواننا الأساتذة في المدارس لصلاة الظهر للطلاب.
كما أنصح الآباء والمربين والأساتذة: أن يعرفوا الأبناء بالتوحيد، ويعرضوه عليهم بأسلوب مبسط يناسب عقولهم، ويبعثوا روح المراقبة لله والخوف منه: بيان توحيد الأسماء والصفات، كالسميع، والبصير، والرحمن، وتأثيرها في سلوكهم، وأداء الصلاة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
منقول