بدء المسابقة لتصميم علم جمهورية العراق
عبدالله قاسم
خاص لموقع موطني
تعاقبت اعلام عديدة على العراق منذ نشوء الدولة العراقية في عام 1921 وعند انشاء المملكة العراقية الهاشمية كان العلم حينذاك يحوي على نجمتين سباعيتين بيضاويتين ترمزان للمحافظات الـ14 في حين امتدت خطوط افقية بالترتيب اسود- ابيض- اخضر، مع شبه منحرف احمر في الجانب وكانت الوان العلم تتشابه مع الوان علم الثورة العربية الكبرى التي قام بها الهاشميون مطلع القرن العشرين ضد الحكم العثماني.
وبعد ثورة عبد الكريم القاسم عام 1958 اعتمد العراق علما جديدا وهذه المرة كان يحوي خطوط عمودية بالترتيب اسود-ابيض-اخضر، مع نجمة ثمانية حمراء ودائرة صفراء في مركزها واعتبرت هذه الالوان تمثل مراحل مجيدة من تاريخ العراق والأمة العربية، بحسب القانون الذي نظم العلم حينها، هذا العلم عمل به حتى عام 1963 ومجيء حزب البعث حيث تم تغيير العلم، فكانت ثلاثة خطوط افقية هي الاحمر والابيض والاسود وتوسطت الخط الابيض ثلاث نجوم خضراء اعتبرت حينها رمزا للوحدة العربية بين العراق ومصر وسورية.
اما علم العراق الرابع فقد اعتمد عقب إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وبعد الإجتياح العراقي للكويت. وتم تغيير معنى النجوم الثلاث لتمثل اهداف حزب البعث "وحدة، حرية، اشتراكية"، كما قرر رأس النظام السابق اضافة عبارة "أللّه أكبر" بين النجوم في محاولة للحصول على دعم العالم الاسلامي قبل حرب الخليج الثانية.
وفي الربع الاول من عام 2008 اعتمد العراق علما مؤقتا رفعت منه النجمات الثلاث لتبقى كلمة الله اكبر في وسطه وبالخط الكوفي الا ان القانون الذي نظم من خلاله هذا العلم نص على العمل به مدة عام واحد بعدها يرفع علما ثابتا بدلا عنه وهو ما نصت عليه المادة 12 من الدستور (ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي) وعلى هذا الاساس بادر مجلس النواب العراقي بوصفه الجهة التشريعية الى العمل على ترجمة هذه المادة الدستورية الى واقع ملموس عبر اختيار علم للبلاد حيث شكل مجلس النواب لجنة للأشراف على مسابقة تصميم علم جمهورية العراق ترأسها رئيس لجنة الثقافة والأعلام والسياحة والاثار وعضوية عدد من نواب ينتمون الى كتل مختلفة تمثل الطيف العراقي وعضوية عدد من مستشاري المجلس اضافة الى رئيس فريق التنفيذ الذي سيتولى المسؤولية المباشرة عن تهيئة هذه المستلزمات بتوجيه من اللجنة المشرفة.
وفي الخامس عشر من تموز الجاري اعلنت اللجنة المشرفة عن بدء المسابقة لتصميم العلم الجديد وان اللجنة ستستلم التصاميم في مدة اقصاها نهاية شهر ايلول القادم وفق شروط وضعت لهذا الغرض. هذه الشروط تضمنت ان يعتمد التصميم التعبير عن وحدة العراق ارضا وشعبا والاعتزاز بالانتماء اليه، وان ينظر بتفاؤل اى مستقبله وبفخر الى تاريخه وكذلك التاكيد على روح التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع العراقي.
ويجب ان يستثمر التصميم بدلالات واضحة واحدة او اكثر من الرموز المشتركة الدالة على تنوع مكونات الشعب العراقي والارث التاريخي والحضاري لوادي الرافدين وان لا يقل عدد الالوان المستخدمة في التصميم عن لونين، وان تقتصر المسابقة على العراقيات والعراقيين من داخل او خارج العراق فقط.
هذا وستعتمد اللجنة المشرفة ثلاث تصاميم فقط من مجموع ما سيقدم لها ومن ثم ترفع التصاميم الى مجلس النواب ليختار الانسب منها وسيمنح الفائز بالتصميم الاول مبلغا قدره خمسون مليون دينار في حين سيمنح الفائز بالمركز الثاني ثلاثين مليون دينار اما الفائز بالمركز الثالث سيفوز بخمسة عشر مليون دينار.
وربما سيكون العلم العراقي الجديد من افضل الاعلام على الطلاق كونه سيرمز الى حقبة بعيدة كل البعد عن الانظمة الدكتاتورية الشمولية التي حكمت العراق ليكون دليلا على الديمقراطية والتعددية والاكثر حيث ان ممثلي الشعب هم من سيختارون العلم الجديد لا ان يفرض من قبل الحكام على الشعب.