محمد الناصح مشرف
عدد الرسائل : 572 العمر : 48 الموقع : العراق--ام البرتقال ديالى-- تاريخ التسجيل : 05/11/2008
| موضوع: قصة الشريكين المؤمن والكافر السبت ديسمبر 20, 2008 12:57 am | |
| قصة الشريكين المؤمن والكافر
قال السدى : كان شريكان فى بنى إسرائيل أحدهما مؤمن والآخر كافر فافترقا على ستة آلاف دينار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار ، ثم افترقا فمكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت فى مالك ؟ أضربت به شيئاً ؟ أتجرت به فى شىء ؟ قال له المؤمن : لا فما صنعت أنت ؟ فقال : اشتريت به أرضاً ونخلاً وثماراً بألف دينار . قال فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال : نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان : الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلى ، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال : اللهم إن فلاناً - يعنى شريكه الكافر - اشترى أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينار ثم يموت غداً ويتركها . اللهم إنى اشتريت منك بهذه الألف دينار ارضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً فى الجنة . فقال ثم أصبح فقسمها بين المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا : ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت فى مالك ؟ أضربت به شيئاً ؟ أتجرت به فى شىء ؟ قال : لا . قال : فما صنعت أنت ؟ قال : كانت ضيعتى ( مزرعتى ) قد اشتد علىَّ مؤنتها فاشتريت رقيقاً ( عبيداً ) بألف دينار يقومون لى فيها ويعملون لى فيها ، فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن : يصلى ، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال : اللهم إن فلاناً - يعنى شريكه الكافر - اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا بالف دينار يموت غداً فيتركهم أو يموتون فيتركون ، اللهم إنى اشتريت منك بهذه الألف دينار رقيقاً فى الجنة . قال : ثم أصبح فقسمها فى المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا ثم التقيا فقال المؤمن للكافر : ما صنعت فى مالك ؟ أضربت به شيئاً ؟ أتجرت به فى شىء ؟ قال : لا ، فما صنعت أنت ؟ قال كان أمرى كله قد تم إلا شيئاً واحداً فلانة قد مات عنها زوجها فأقرضتها : ألف دينار فجاءتنى بها ومثلها معها . فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال : نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلى فلما انصرف أخذ الألف دينار الباقية فوضعها بين يديه وقال : اللهم إن فلاناً - يعنى شريكه الكافر - تزوج من أزواج الدنيا بألف دينار فيموت غداً فيتركها أو تموت غدا فتتركه ، اللهم وإنى أخطب إليك بهذه الألف دينار حوراء عيناء فى الجنة ، قال : ثم أصبح فقسمها بين المساكين . قال : فبقى المؤمن ليس عنده شىء فخرج شريكه الكافر وهو راكب فلما رآه عرفه فوقف عليه وسلم وصافحه ، ثم قال له : ألم تأخذ من المال مثلما أخذت ؟ قال : بلى . قال : وهذه حالى وهذه حالك ؟ قال : أخبرنى ما صنعت فى مالك ؟ قال : أقرضته . قال : مِن ؟ قال : الملىء الوفى . قال : مِن ؟ قال الله ربى . قال : فانتزع يده من يده ثم قال أئِنك لمن المصدقين . أئِذا متنا : وكنا تراباً وعظاماً أئِنا لمدينون قال السدى : محاسبون . قال : فانطلق الكافر وتركه فلما رآه المؤمن وليس يلوى عليه رجع وتركه وجعل يعيش المؤمن فى شدة من الزمن ويعيش الكافر فى رخاء من الزمان . قال : فإذا كان يوم القيامة وأدخل الله تعالى المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار فيقول : لِمَن هذا ؟ فيقال : هذا لك . فيقول : يا سبحان الله ، أوَ بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل هذا ؟ قال : ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم ، فيقول : لِمَن هذا ؟ فيقال : هؤلاء لك . فيقول : يا سبحان الله ، أوَ بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل هذا ؟ قال : ثم يمر فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء مجوفة فيها حوراء عيناء ، فيقول : لِمَن هذه ؟ فيقال : هذه لك . فيقول : يا سبحان الله ، أوَ بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل : هذا ؟ قال : ثم يذكر المؤمن شريكه الكافر فيقول إنى كان لى قرين يقول أئِنك لَمِن المصدقين . أئِذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئِنا لمدينون قال : فالجنة عالية والنار هاوية . قال : فيريه الله تعالى شريكه فى وسط الجحيم من بين أهل النار فإذا رآه المؤمن عرفه فيقول تالله إن كِدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين . أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين . إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون بمثل ما قد مُنَّ عليه . قال : فيتذكر المؤمن ما مر عليه فى الدنيا من شدة فلا يذكر مما مر عليه من الشدة أشد عليه من الموت
أخرجه ابن حاتم . وذكره ابن كثير فى تفسير سورة الصافات منقول
| |
|