الصبر على الاذى
--------------------------------------------------------------------------------
الصبر على الأذى
ولا بد للداعية والمتواصي من الصبر، الصبر على الأذى، وهي الصفة الرابعة من صفات الرابحين، السبب الرابع من أسباب السعادة والنجاة، فلا بد للداعية من علم وبصيرة قبل الدعوة، ولا بد من حلم ورفق في حال الدعوة، ولا بد من صبر بعد الدعوة، فالداعية إلى الله والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والمتواصي بالحق لا بد أن يعلم هذا الشيء الذي يدعو إليه.
والأمور المعلومة من الدين بالضرورة التي يعلمها الخاص والعام كلٌّ يدعو إليها، فالمسلم يدعو إلى أداء الصلاة، عمارة المساجد، هذا أمر من الدين بالضرورة، يدعو إلى الزكاة، يدعو إلى الصوم، يدعو إلى الحج، يدعو إلى الجهاد في سبيل الله، يدعو إلى بر الوالدين، يدعو إلى صلة الأرحام، ينهى عن الشرك، ينهى عن القتل، ينهى عن الزنا، ينهى عن السرقة، ينهى عن الغيبة، ينهى عن النميمة، ينهى المرأة عن السفور، ينهى عن تشبه المرأة بالرجال وتشبه الرجال بالنساء، هذه أمور معلومة من الدين بالضرورة، كل يدعو إليها.
لكن الأمور الدقيقة الخفية لا يدعو الإنسان إلى شيء حتى يعلم حكمها من الشرع، الداعية والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والمتواصي بالحق لا بد له من علم قبل أن يدعو، ولا بد له من حلم ورفق في حال الدعوة، ولا بد له من صبر على الأذى بعد الدعوة، وهذه هي الصفة الرابعة من صفات الرابحين والسبب الرابع من أسباب السعادة والنجاة والسلامة، الصبر على الأذى؛ لأن الداعية والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والمتواصي بالحق يقف أمام رغبات الناس وأهوائهم وشهواتهم ويصادمهم ويمنعهم من التمادي فيها.
والناس إذا وقف أحد في وجوههم أمام رغباتهم وشهواتهم لا بد أن يؤذوه؛ إما بقول أو بفعل، فلا بد للداعية أن يصبر ويتحمل، فإذا لم يصبر انقطع، لا بد من الصبر.
والدعاة إلى الله من خير الناس وهم أفضل الناس كما قال الله -عز وجل- في كتابه العظيم: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فجعلهم خير الناس بهذه الصفات: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ بأي شيء: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فمن توفر فيه هذه الصفات حصلت له الخيرية، ومن فاتته هذه الصفات فاتته الخيرية.